إعداد: د. أيهم الرهبان، طالب الدراسات العليا اختصاص أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في كلية الطب بجامعة دمشق؛ د. فرح آغا، دكتور في الطب؛ ميسون الرز، طالبة في السنة السادسة في كلية الطب بجامعة دمشق؛ مروان الرجال، طالب في السنة الخامسة في كلية الطب بجامعة دمشق.
© جميع الحقوق محفوظة لموقع حكيم.
يعتبر اختصاص الأذنية من الاختصاصات المتميزة والممتعة، فهو يتعامل مع مرضى العيادة إضافة إلى مرضى العمليات. كما أن الميزة الأخرى التي يتحلى بها هي أن يتعامل مع مختلف الفئات العمرية بدءاً من الخديج وحتى عمر الشيخوخة، إضافة إلى أنه يتعامل مع المرضى من الجنسين بنسبة متساوية تقريباً.
يتسع طيف مرضى هذا الاختصاص بدءاً من الحالات البسيطة والشائعة (كالتهابات الطرق التنفسية العلوية والتهابات الأذن الوسطى وانحرافات الوتيرة.. إلخ) وحتى الحالات المعقدة والنادرة (كزرع الحلزون وإصلاح التشوهات الخلقية وورم العصب السمعي.. إلخ).
يتعامل هذا الاختصاص مع كل مما يلي:
ونظراً إلى التنوع الشديد في هذه الحالات وحاجة بعضها إلى عناية وتدابير ومهارات خاصة فإن طبيب الأذنية العام غير قادر على تدبير جميع هذه الحالات المختلفة ولذلك فإن الحاجة لطبيب أذنية حائز على شهادة باختصاص فرعي أصبحت ضرورية.
ومن أهم الاختصاصات الفرعية الموجودة:
يمارس طبيب الأذنية اختصاصه في عدة أماكن: العيادة والمركز الطبي والمستشفى، وذلك نظراً لتنوع واختلاف الحالات التي يتعامل معها الاختصاص.
ومن الممكن للطبيب أن يمارس اختصاصه ضمن عيادة بسيطة التجهيزات. إلا أن تزويدها بتجهيزات نوعية ومتطورة يمكِّن الطبيب من القيام بعدد أكبر من الإجراءات التشخيصية والعلاجية الهامة. ومن أهم هذه التجهيزات:
إن علاقة طبيب الأذنية مع مريضه هي علاقة مباشرة، وهي تتراوح من علاقة مؤقتة قصيرة الأمد (عملية استئصال لوزات مثلاً) إلى علاقة طويلة الأمد قد تستمر عدة سنوات (خاصة كما هو الحال في بعض الاضطرابات والعمليات الجراحية التي يتوقع أن يحدث فيها نكس واختلاطات مثل التهاب الأذن الوسطى المزمن)، وقد تستمر العلاقة مدى الحياة (كما في حالات الأورام مثلاً).
يواجه الطبيب في هذا الاختصاص طيفاً واسعاً من الحالات المرضية سواء منها:
معظم الحالات التي يتعامل معها طبيب الأذنية تكون قابلة للشفاء التام، وبعضها يتحسن بشكل ملموس، إلا أن هناك نسبة من الحالات غير الشافية يلجأ فيها إلى العلاج التلطيفي.
تتم عادة مناقشة خطط المعالجة بين الطبيب والمريض، ومن ثم يقرر الطبيب خطة العلاج الأفضل والأكثر ملائمة.
يغلب أن تكون عمليات الأذنية محددة حيث يقوم بها طبيب الأذنية منفرداً دون الاستعانة بأطباء من بقية الاختصاصات، وتبقى نسبة من الحالات التي تحتاج إلى فريق عمل متكامل من مختلف الاختصاصات الجراحية وعلى مستوى جيد من الخبرة والمهارة.
ولا ننسى أن بعض الحالات تحتاج إلى تنسيق عال بين اختصاصات متنوعة مثلاً مريض الأورام يحتاج فريق من معالج الأورام، المعالج الشعاعي، إضافة إلى جراح الأورام (طبيب الأذنية).
ويبقى في البال التنافس الحاصل بين الاختصاص واختصاصات أخرى مثلاً مع الجراحة التجميلية العامة في تجميل الوجه ومع الجراحة العامة في جراحة الدرق وجارات الدرق.
يعتبر مستوى التدريب والتأهيل في اختصاص الأذنية في سورية جيداً. ويمكن تصنيف جودة التدريب حسب مستشفيات الوزارات كالتالي:
أولاً - مستشفيات وزارة التعليم العالي (مستشفى المواساة الجامعي): تعتبر المركز الرئيسي الذي يستقطب حالات من مختلف المحافظات السورية وبتنوع هائل في الحالات يشمل القسم الأعظم من الحالات المرضية التي يمكن مصادفتها في الاختصاص.
ثانياً - مستشفيات وزارة الدفاع (مستشفى تشرين العسكري)
ثالثاُ - مستشفيات وزارة الصحة في دمشق (مستشفى المجتهد)
رابعاً - مستشفيات وزارة الصحة في ريف دمشق
ملاحظة هامة! هذا التصنيف يتعلق بالاختصاص في منطقة دمشق وما حولها، أما مستشفيات باقي مديريات الصحة في المحافظات ومستشفيات وزارة الداخلية ومستشفيات وزارة الدفاع في المناطق الأخرى والمستشفيات التعليمية (وزارة التعليم العالي) في باقي الجامعات تحتاج لمزيد من المتابعة في تحليلها.
يشمل الاختصاص الدوام في مستشفى المواساة الجامعي، ولكن الطبيب المقيم يقع على عاتقه إجراء الاستشارات عند لزومها في أي من مستشفيات وزارة التعليم العالي (الأطفال، الأسد الجامعي، البيروني، جراحة الفكين، التوليد..).
يكون الدوام على فصلين دراسيين: الأول (من 1 تشرين الثاني وحتى 30 آذار) والثاني (من 1 نيسان وحتى 30 تشرين الأول). يقسم الدوام إلى ستاجات ويتم في الفصل الثاني تكرار دوام الفصل الأول. مدة الستاج وسطياً 15 يوم.
خلال الدوام والستاجات يتم تغطية النشاطات التالية:
الدوام: خلال أيام الدوام الرسمي بين 8.30 -2.30 عادة (مع بعض التعديلات حسب الستاجات)
المناوبات: المناوبة من نهاية فترة دوام يوم وحتى بداية فترة دوام اليوم التالي.
عدد المناوبات الشهري:
كل من السنة الأولى والثانية: (30÷عدد الدفعة)×2 : مرة/الشهر
كل من السنة الثالثة والرابعة: 30÷عدد الدفعة
هنالك جهد لا بأس به خلال المناوبات عادة
الجانب الأكاديمي
الجلسات الثابتة: يوم الاثنين (نادي المجلات)، ويوم الخميس (جلسة الأورام)، إضافة إلى بعض المحاضرات المتفرقة خلال العام الدراسي يتم الإعلان عنها في حينها.
المقررات والامتحانات
السنة الأولى: إضافة لمقرر الإحصاء الطبي الحيوي، جنين، تشريح، فيزيولوجيا، سريريات
السنة الثانية: لا يوجد
السنة الثالثة: سريريات وأمراض، الجراثيم والطفيليات، التشريح المرضي
السنة الرابعة: سريريات وأمراض، عمليات، مقابلة
لا يستكمل التخرج حتى تتم مناقشة رسالة الماجستير
تجرى الامتحانات مع نهاية العام الدراسي عادة، والنجاح فيها ليس حدثية روتينية. حديثاً تم اعتماد بعض الكتب كمرجعية في الأسئلة والامتحان وهي ESSENTIAL وCURRENT.
التدريب السريري
يكون أسلوب التدريب ودرجته محدداً مسبقاً بشكل جيد "من خلال التوزيع على الستاجات". ولكن يبقى التنافس مسيطراً في بعض الظروف. يركز التدريب في هذا الاختصاص عادة على المهارات السريرية العامة، إضافة إلى بعض المهارات الدقيقة المتعلقة بالاختصاصات الفرعية.
يطلب القسم معيدين بشكل دوري وحسب حاجته، ويطلب منهم تعميق اختصاصهم ضمن فرع من الفروع التخصصية. وعادة ما يتابع المعيد تعميق اختصاصه في بلد ما (غالباً فرنس وألمانيا) ليحصل على درجة الدكتوراه لاحقاً. ويستطيع قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة جامعة دمشق أن يمنح درجة الدكتوراه في بعض الفروع مثل السمعيات والأورام.
التكلفة: لا توجد كلفة نوعية أثناء الاختصاص.
مدة التدريب 5 سنوات. ويشمل المرور على المستشفيات التالية: مستشفى تشرين العسكري (كمركز أساسي للتدريب في هذا الاختصاص)، مستشفى حرستا العسكري، ومستشفى المزة العسكري.
يتناوب الأطباء في دوامهم في المستشفيات المختلفة كل ستة أشهر ويكون المركز الأساسي للتدريب هو مستشفى تشرين العسكري حيث يبدأ الطبيب الاختصاص فيه لمدة ستة أشهر ثم ينتقل إلى مستشفى آخر، مستشفى حرستا على سبيل المثال، ليقضي فيه ستة أشهر ومن ثم يعود إلى مستشفى تشرين العسكري لستة أشهر أخرى، وبعدها إلى مستشفى آخر، مستشفى المزة مثلاً، لستة أشهر أخرى، ليعود إلى مستشفى تشرين مجدداً، وهكذا.
المناوبات الليلية: يكون نصيب كل طبيب 10 أيام في الشهر وسطياً من المناوبات الليلية، ويختلف ذلك بحسب عدد الأطباء الموجودين. يقل عدد أيام المناوبات الشهرية مع التقدم بسنوات الاختصاص لتصل إلى مناوبتين وسطياً للطبيب بالسنة الخامسة. وتعتبر المناوبة غير متعبة على الأغلب والإسعافات الليلية قليلة نسبياً.
الحصول على التدريب ضمن المستشفى يكون تنافسياً غالباً.
التكلفة: تكلفة التدريب في هذا الاختصاص منخفضة حيث لا يحتاج إلى أدوات ومعدات إضافية عن الأدوات المتوفرة في مستشفيات التدريب. كما أن رسوم التسجيل في بالاختصاص منخفضة جداً وتقتطع من راتب الطالب الشهري.
مدة التدريب 5 سنوات، يشمل المرور على المستشفيات التالية: مستشفى المجتهد (وهي المركز الرئيسي للتدريب)، مستشفى الهلال الأحمر، مستشفى ابن النفيس.
المناوبات الليلية: يكون نصيب كل طبيب 2-3 مناوبات في الأسبوع وسطياً في السنتين الأولى والثانية من الاختصاص, ثم تصبح 3-4 مناوبات في الشهر وذلك في السنتين الثالثة والرابعة, أما السنة الخامسة فنصيبها مناوبتان في الشهر فقط. إلا أن ذلك يختلف بحسب عدد الأطباء الموجودين أيضاً. تعتبر المناوبة غير متعبة نسبياً والإسعافات الليلية قليلة.
الحصول على التدريب تنافسي، كما أن التدريب هنا غير مكلف.
يشمل التدريب المرور على المستشفيات التالية: مستشفى دوما، مستشفى حرستا، مستشفى داريا.
المناوبات الليلية: يكون نصيب كل طبيب من المناوبات الليلية 10 أيام وسطياً في الشهر، وذلك بحسب عدد الأطباء الموجودين، وتقل مع التقدم بسنوات الاختصاص. تعتبر المناوبة غير متعبة على الأغلب والإسعافات الليلية قليلة نسبياً.
الحصول على التدريب تنافسي غالباً، كما أن التدريب هنا
غير مكلف.
تتفاوت ظروف العمل في هذا الاختصاص ونوعية الحياة من طبيب إلى آخر، ويرجع هذا الاختلاف إلى عوامل متعددة لا يمكننا بموجبها أن نحدد المعالم الواضحة لطبيعة عمل الطبيب الممارس بدقة عالية.
لكننا نتفق أن طبيب الأذنية لا يعاني من كثرة الاستدعاءات الليلية المرهقة والتي تقف حائلاً دون راحته.
وفي الوقت ذاته لا بد لطبيب الأذنية أن يكون متواجداً وبصورة جدية وذلك عند حدوث بعض الحالات الإسعافية الخطيرة والمهددة للحياة، مثل:
هذه الحالات قد تتطلب إجراءات فورية ومعالجة جراحية تحت التخدير.
ومن العوامل التي قد تترك أثراً سلبياً على نوعية حياة الطبيب وتزيد من ساعات عمله:
يشكو نسبة عالية من أطباء الأذنية من الجهد الجسدي وهو في معظم الأحيان ناجم عن الوضعيات غير المريحة التي يتخذها الطبيب عادة أثناء إجراء العمليات الجراحية.
ومن الواضح أن هذا الجهد يزداد بازدياد ضغط العمل والعمليات التي يقوم بها الطبيب والتي تتبع غالباً لشهرة الطبيب ونجاحه.
الضغط النفسي موجود في أغلب الأحيان لوجود الجانب الجراحي في هذا الاختصاص ولكنه يختلف من اختصاص فرعي إلى آخر. فهو ضغط شديد في العمليات الكبرى وعمليات جراحة القحف وجراحات الأورام، بينما لا يكون موجوداُ ويكون في حده الأدنى في حالات أخرى.
يصف أغلب أطباء الأذنية بأن اختصاصهم اختصاص ممتع للغاية، وذلك بسبب:
وبالتالي يمكن للطبيب أن يمارس اختصاصه في العيادة والمركز والمستشفى كما أسلفنا سابقاً.
يعتبر اختصاص الأذنية من الاختصاصات ذات الدخل الجيد نسبياً، وهذا أيضاً يتناسب طرداً مع شهرة الطبيب، وحصوله على اختصاص فرعي، لأننا في سوريا بحاجة ماسة إلى الاختصاصات الفرعية في مجال اللأذنية بسبب قلة عدد الأطباء في هذا المجال الدقيق.
يمكن لطبيب الأذنية أن يبدأ حياته المهنية بجودة جيدة نسبياً بعيادة ذات تجهيزات بسيطة قد لا تكلفه الكثير من المال (وهذه ميزة إيجابية في هذا الاختصاص)، فيمكن لهذه العيادة أن تحتوي على:
ومن ثم يمكن له أن يطور عيادته تدريجياً لأن التجهيزات الحديثة تمكن الطبيب من القيام بالوسائل التشخيصية والعلاجية بشكل أسرع وأكثر دقة، وتؤثر إيجابياً على جودة العمل.
يتعامل اختصاص الأذنية مع حالات تحمل مخاطر صحية للطبيب. فوجود الجانب الجراحي يجعل الطبيب معرضاً للأمراض التي تنتقل عن طريق الدم: كالايدز والتهابات الكبد وغيرها.
كما أن تعامله المباشر مع المريض وفحصه للطرق التنفسية العلوية يجعله معرضاً للإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق التنفس كالتهابات الطرق التنفسية والسل.
ولا يخلو الأمر من الحالات التي تحمل مسؤولية قانونية كحالات أذية العصب الوجهي أثناء العمل الجراحي ونقص السمع بعد ترقيع غشاء الطبل كل هذا يجعل الطبيب معرضاً للمساءلة القانونية
يعتبر اختصاص الأذنية من الاختصاصات المنتشرة والمطلوبة سواءً في سورية وفي
العالم، ولكن تتزايد الحاجة اليوم إلى التعمق في الاختصاصات الفرعية.
الاختصاصات الفرعية التي ظهرت حديثاً:
كما ذكرنا فإن الاختصاصات الفرعية المندرجة تحت اختصاص الأذنية هي:
محلياً
يمكن للطبيب أن يتقدم إلى مسابقة المعيدين التي تجريها وزارة التعليم العالي، وفي حال نجاحه يعين كمعيد في قسم الأذنية في واحد من الاختصاصات الفرعية ليحصل على التدريب في مستشفى المواساة بدمشق التابع للوزارة. هذا الخيار غير موجود في مستشفيات وزارة الدفاع ووزارة الصحة.
كما تمنح جامعة دمشق درجة الدكتوراه في بعض الاختصاصات الفرعية مثل السمعيات والأورام. أما الحصول على درجة الدكتوراه في بقية الاختصاصات فهو يتطلب سفر الطبيب إلى الخارج للحصول على درجة الماجستير أولاً ومن ثم الدكتوراه، حيث يمكن للطبيب أن يسافر على نفقته الخاصة وعن طريق البعثات التي تعلن عنها وزارة التعليم العالي.
يعتقد بعض طلاب الطب بأن اختصاص الأذنية يقتصر على معالجة أمراض الأذن والأنف والحنجرة..!! وهذا الاعتقاد ليس دقيقاً لأن اختصاص الأذنية يتضمن تشخيص ومعالجة معظم أمراض الرأس والعنق بالإضافة إلى جراحتها.
سنعرض لكم بعض الصور لأطباء الأذنية يمارسون اختصاصهم في العيادة، حتى تتمكنوا من تخيل عيادة المستقبل في حال أعجبكم هذا الاختصاص!
وفي النهاية نتمنى أن نكون قد وفقنا في وضع المعلومات التي تودون معرفتها عن هذا الاختصاص بين أيديكم. ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لكل من الأطباء التالية أسماؤهم لمساعدتنا في الحصول على المعلومات التي أوردناها لكم في هذا الدليل فجزاهم الله عنا كل الخير:
أ. د. ناصر الحاج، د. أيهم سعيد، د. نواف الباشا، د. أشرف شريتح،
د. غيفارا يوسف، د. فادي الأكرمي، د. ماجد بديري، د. مازن طوقاتلي
ونتقدم أيضاً بالشكر الجزيل إلى طلاب الدراسات العليا والمقيمين من جميع الوزارات الذين لم يبخلوا علينا بأي معلومة عن كيفية الدراسة والتدريب في الوزارة التي ينتسبون إليها.
فيما يلي العناوين الالكترونية لبعض الأساتذة والأطباء الذين تكرموا بتزويدنا فيها للإجابة على جميع استفساراتكم فيما يتعلق باختصاص الأذنية. فشكراً جزيلاً لهم:
أ.د. ناصر الحاج
Pr.n.alaj@mail.sy
د. جيفارا اليوسف
gevaray@yahoo.com
د. فادي الأكرمي
faa@aya.sy
د. ماجد بديري
budairymajed@yahoo.com
د. مازن طوقاتلي
toukatlim@yahoo.com